متعة التربية

متعة التربية

التربية هي نموذج من نماذج الكدح الذي كتب على الإنسان، لكنه كدح حلو وتعب خفيف الظل، لأن ثمرته تزيل كل معالم الكد وعناء الليالي.
ولأن الزمان تغير وتغيرت الأجيال، فتربيتنا التي تربينا عليها لم تعد مناسبة وقد صار لزاما علينا أن نحسب لهذا التغيير حسابه…
وهذا ما أكده علماء التربية اليوم و كذلك شدد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: “ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم”
كما انه في أسرة واحدة لا يمكننا اخذ معيار تربوي واحد و تطبيقه على جميع الأطفال، لأنه ليس هناك رؤية تربوية تصلح للجميع وذلك لأن هناك اختلافات فطرية بين الأطفال بعضهم و بعض وكذلك اختلاف الأمزجة والطبائع وطرق تنشئتهم تلزم علينا أن نبحث في خصائص أبنائنا النفسية.
و كما ذكر الكاتب و الباحث كريم الشاذلي :”
المربي الذكي هو الذي يتعايش مع أبنائه و يراقب سلوكهم، و ينصح لهم ويتفاعل مع مشاكلهم، يرى أبناءه وهم يصنعون على عينيه، يكون الأقرب لقلوبهم…”
لذا فمن البديهي أو من الأرجح على المربي أن يوازن بين احتياجات ابنه العقلية والعاطفية وأن يحاول صقل شخصية ابنه بتجريدها ما أمكن من الغلط و تزيينها بالخصال الحميدة وترك مساحة حرية لتكوين شخصية فردية مستقلة…
هذا وهناك منافذ أخرى تدخل منها أنوار التربية؛ فهناك المدرسة، الشارع، الأصدقاء… و كما نعلم أننا لا نستطيع التحكم فيما يتسلل منها.. لذلك فمن الطبيعي أن تنفق على أبنائك عمرك و جل مالك في سبيل الاهتمام بهم وتربيتهم و تعليمهم وقد تفشل لأسباب خارجة عن إرادتك الكلية أو ممكن بسبب نافذة من النوافذ الذي ذكرناها أعلاه..
يدفعنا هذا إلى الإيمان بضرورة بذل الجهد والدعاء للخالق أن أبنائنا ويقيهم سبل الانحلال والانحراف.

Add Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *